الاسم باللغة الإنجليزيّة: Febrile seizures
أسماء أخرى: النوبات الحُمّية

ما هي التشنّجات الحراريّة؟

تُعرَّف التشنّجات الحراريّة بأنها التشنّجات التي تحدث في الأطفال من عمر 6 شهور إلى 5 سنوات مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة أكثر من  38 درجة مئويّة. ويُشترَط عدم وجود التهاب في الجهاز العصبي مثل التهاب السحايا، وعدم وجود أمراضٍ أخرى مرتبطة بالتشنّجات مثل الصرع، وعدم حدوث تشنّجات سابقاً بدون ارتفاع درجة الحرارة.

تحدث هذه التشنّجات عادةً في اليوم الأول من المرض، وتكون عادةً مصاحبةً لارتفاعٍ مفاجئ في درجة الحرارة.

يمكنك من خلال هذا المقال التعرّف على الصّرع والتشنّجات الصّرعيّة بشكل أكبر.

ما هي أنواع التشنّجات الحراريّة؟

1. التشنّجات البسيطة

وهي النوع الأشهر والأكثر شيوعاً، وتكون من نوع التشنجات المعمّمَة. خلال نوبة التشنّج يفقد الطفل وعيه وتحدث انقباضات في الوجه مع تَيبُّس وارتجاج في اليدين والقدمين، ويشعر بعدها الطفل بالتعب والنُعاس. عادةً تستمر نوبة التشنّج بضع دقائق فقط ولكن قد تمتد إلى 15 دقيقة، ولا تتكرّر النوبات خلال 24 ساعة.

2. التشنّجات المعقدّة

يُستخدم هذا المصطلح إذا استمرّت التشنّجات لمدّة أكثر من 15 دقيقة أو إذا تكرّر حدوث النوبة البسيطة خلال 24 ساعة من النوبة الأولى أو إذا كان التشنّج من النوع البُؤَريّ، وقد يشعر الطفل بعدها بضعف مؤقت في يديه وقدميه.

ما هو علاج التشنّجات الحراريّة؟

في حال حدوث هذه التشنّجات يجب الذهاب إلى الطبيب فوراً للتأكد من توقف التشنّجات، وحتى يتم تقييم حالة الطفل.

بعد توقف نوبة التشنّج وخفض درجة حرارة الطفل يبدأ الطبيب بأخذ السيرة المرضية وإجراء الفحص السريري لمعرفة سبب ارتفاع درجة الحرارة، خاصةً للتأكد من عدم وجود مؤشرات لالتهاب أغشية الدماغ (السحايا)، وأيضا تحديد ما إذا كان هناك حاجة لعمل فحوصات مخبرية، وتحديد العلاج اللازم.

في حال توقّف نوبة التشنّج خلال بضع دقائق وبشكل تلقائي وعدم وجود عوامل خطر، لا يلزم بالضرورة إدخال الطفل للمستشفى، ولا يقوم الطبيب عادةً باستخدام الأدوية المضادّة للتشنّجات طويلة الأمد.

في المقال التالي كل ما يخص التعامل مع ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال.

ما هي آليّة حدوثها؟

لا يوجد تفسير دقيق لآليّة أو سبب حدوث هذه التشنّجات.

هل يوجد درجة حرارة معيّنة تحدث عندها هذه التشنّجات؟

لا، قد تحدث هذه التشنّجات عند أي درجة حرارة أعلى من 38 درجة مئويّة، حتى إذا تكررت التشنّجات الحرارية لنفس الطفل فقد تحدث عند درجات حرارة مختلفة. لكن عادةً تحدث هذه التشنّجات عند الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة.

ما احتمالية تكرار نوبات التشنّجات الحراريّة؟

حدوث تشنّجات حراريّة للطفل يزيد من احتماليّة حدوثها مرةً أخرى ولكن ليس بالضرورة أن تحدث التشنّجات الحراريّة في كل مرة ترتفع فيها درجة حرارة ذلك الطفل.

وتزداد احتمالية تكرار التشنّجات الحراريّة في الحالات التالية:

  1. في الأعمار أقل من 15 شهر.
  2. وجود تاريخ عائلي للتشنّجات الحراريّة أو مرض الصّرع.
  3. قِصَر الفترة بين بَدء ارتفاع درجة الحرارة والتشنّج.
  4. حدوث التشنّج الحراريّ على درجة حرارة مرتفعة قليلاً.

كيف يمكن الوقاية من تكرار نوبات التشنّجات الحراريّة؟

بشكل عام لا يتم وصف مضادات تشنّج طويلة الأمد في حالات التشنّجات الحراريّة لأن الأعراض الجانبيّة لهذه الأدوية أكثر خطراً من تكرار التشنّجات الحراريّة. ولكن في بعض الحالات قد يُفضّل الطبيب استخدام هذه الأدوية لوجود عوامل تزيد من خطر تكرار التشنّجات الحراريّة أو المضاعفات الناتجة عنها.

استخدام خافض الحرارة للوقاية من ارتفاع درجة الحرارة (في حال وجود رشح مثلاً وعدم وجود ارتفاع في درجة الحرارة) لا يُؤدّي بالضرورة إلى تقليل احتمالية حدوث التشنّجات الحراريّة.

ماذا أفعل في حال حدوث نوبة تشنّج حراريّ في البيت؟

  1. إبعاد الطفل عن أي مصدر خطر.
  2. وضع الطفل في وضعية النوم الجانبية للحفاظ على المجرى التنفسيّ مفتوحاً.
  3. عدم محاولة إيقاف التشنّجات أو وضع أي شيء داخل فم الطفل.
  4. تحديد وقت بدء النوبة لأن النوبات التي تستمر أكثر من 5 دقائق تحتاج إلى تدخّل وعلاج فوريّ.
  5. للأطفال المعرّضين لتكرار نوبات التشنّج الحراريّ، يجب تعليم الأهل طريقة استخدام مضاد التشنّجات في البيت قبل الوصول إلى مركز الطوارئ، وهو عبارة عن جل يُوضع في الشّرج وعادةً ما تكفي جرعة واحدة للسيطرة على هذه النوبات.

ملاحظة: ارتفاع درجة حرارة الطفل عادةً ما يكون مفيداً لزيادة قدرة الجسم على مقاومة الميكروبات؛ لذلك يجب التأكّد من الطبيب قبل استخدام خافضات الحرارة. وفي المقال التالي نوضّح خوف الأهل الشديد من ارتفاع حرارة أطفالهم وما لذلك من أثرٍ سلبيّ على صحة الطفل.

الاسم باللغة الإنجليزية: Fever Phobia
الأسماء الأخرى: فوبيا ارتفاع درجة الحرارة

هل هذه ظاهرة؟ وما مدى انتشارها في العالم؟

ظهر هذا المُصطلح قبل 40 سنة تقريبا بعد بحثٍ قام بجمع آراء ومخاوفِ الأهل حول ارتفاع درجة الحرارة عند أطفالهم، حيث اتضح أن كثيراً من الأهل لديهم خوف شديد عند ارتفاع درجة حرارة الطفل لاعتقادهم بأن الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى تلفٍ في الدّماغ أو الموت، لذلك يتم استخدام خافضات الحرارة بشكل مبالغ فيه. هذه الفوبيا ليست مُقتصِرة على دول العالم الثالث فقط، بل هي ظاهرة عالمية ومازالت موجودة حتى الآن رغم المحاولات العديدة للتخلص منها.

ما هي آثار فوبيا ارتفاع درجة الحرارة على صحّة الطفل؟

حرارة الطفل المرتفعة تُعدّ في الغالب صديقة لجسمه وليست عدوة له. فعندما ترتفع درجة الحرارة، تزداد قدرة الجسم الدفاعية وتساهم في تنشيط الجهاز المناعي لديه ليصبح أكثر قوة وقدرة على محاربة الميكروبات. ولكن بسبب هذه الفوبيا، يقوم الأهل باستخدام خافضات الحرارة بشكل كبير مما يؤدي إلى بقاء درجة حرارة الطفل في المعدل الطبيعي وهذا ما يقلّل من مقاومته للميكروبات، وقد يؤدي أيضاً إلى أضرارٍ في الكبد والكلى إذا تم استخدام جرعة زائدة.

ما أسباب وجودها واستمرارها إلى يومنا الحالي؟

  1. تُوجد الكثير من المعلومات المضلّلة والقصص غير الدقيقة على الإنترنت تسبّبت في تكوين قناعة لدى الأهل بأن استخدام خافض الحرارة بشكل أكثر، سيؤدي إلى تقليل الضرر على الدّماغ.
  2. أحيانا يقوم بعض مقدمي الرعاية الصحية بتحذير الأهل بشكل مبالغٍ فيه من خطورة ارتفاع الحرارة لحثهم على الاعتناء بالطفل بشكل أفضل، مما يُخيفهم أكثر ويؤكد المعلومات والقصص غير الدقيقة التي سمِعوها أو قرؤوها على الإنترنت.
  3. أظهرت الدراسات أن بعض مقدمي الرعاية الصحية يعانون من هذه الفوبيا أيضاً، ويؤدي ذلك إلى استخدامهم لخافضات الحرارة بإفراط ونشر ثقافة طبية مغلوطة لدى الأهل.
  4. الأمهات الصغيرات في السن واللاتي لديهن طفل واحد فقط، يفتقدن إلى المعلومات والخبرة بما أنها أول تجربة لهن لرعاية الأطفال.
  5. حدوث نوبة تشنج عند نفس الطفل أو أطفال من العائلة، الجيران أو الأصدقاء.
  6. استخدام العديد من الأمهات لجرعة أقل من المطلوب، مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع الحرارة والاعتقاد بأنها لا تستجيب لخافضات الحرارة وبالتالي الذهاب إلى الطوارئ مرة أخرى. القيام بحساب الجرعة المناسبة بناءً على الوزن والتأكّد من فهم تعليمات الطبيب جيداً سيقلّل من هذه الظاهرة.

هل تُسبّب درجة الحرارة العالية تلفاً في الدّماغ؟

درجة حرارة أقل من 42 درجة مئوية لا تسبّب تلفاً في الدماغ كما هو شائع. أيضاً أظهرت الأبحاث أن استخدام خافضات الحرارة بشكل كبير ومبالغ فيه  لا يحمي من تكرار التشنجات الحرارية التي يمكن أن تحدث عند درجة حرارة أقل من 42.

هل يمكن للعدوى وحدها أن ترفع درجة حرارة الجسم إلى 42 أو أكثر؟

درجات الحرارة فوق ° 42 يمكن أن تسبّب تلفاً في الدماغ، وتزداد نسبة الخطورة في فترة الطفولة حيث تكون خلايا الدماغ ضعيفة للغاية ويسهل تأثرها بالحرارة المرتفعة وتدميرها أو ترك أثر سلبي عليها يلازم الطفل طوال حياته.

من النادر جدًا أن ترتفع درجة حرارة الجسم إلى هذا الحد بسبب العدوى، إلا إذا كان الطفل في مكان حار جداً (مثل وجوده في سيارة مغلقة معرّضة للشمس) أو يرتدي الكثير من الملابس بحيث لا يستطيع الجسم التخلص من الحرارة بشكل كافٍ، مع التأكيد على أن ارتداء الكثير من الملابس بدون وجود عدوى لا يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38.5.

كما تختلف آلية ارتفاع درجة الحرارة أثناء العدوى (Fever) عن أسباب أخرى خطيرة (Hyperthermia) مثل ضربة الشمس الشديدة أو بسبب استخدام بعض العلاجات النفسية والعصبية ولا يجب الخلط بينها.

ما التصرف الصحيح عندما ترتفع درجة حرارة طفلي؟

  1. التأكّد من أن درجة الحرارة مرتفعة حقاً وذلك عن طريق ميزان الحرارة، لأن لمس جلد الطفل باليد لا يعتبر طريقة دقيقة لقياس الحرارة.
  2. الذهاب إلى الطبيب لمعرفة سبب ارتفاع الحرارة وعلاجه وعدم الاكتفاء باستخدام خافضات الحرارة دون علم.
  3. تسجيل درجة الحرارة التي تم قياسها في المنزل قبل إعطاء أي خافض للحرارة لأن تناول الدواء دون قياس سيُضلّل الطبيب، فبعض الأعراض مثل الكحة قد تكون ناتجة عن التهاب أو مجرد حساسية ومن ضمن العلامات التي تساعد في تحديد سبب الكحة، هو ارتفاع درجة حرارة الجسم. كما أنه توجد بعض الميكروبات التي تسبّب ارتفاعاً بسيطاً في درجة الحرارة في حين يكون الارتفاع شديداً في أنواع أخرى.
  4. للاطلاع على كل ما يخص ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال يمكنكم زيارة هذا المقال.
crossmenu