دراسة جديدة تربط استخدام السجائر الإلكترونية بأمراض القلب والشرايين

آخر تحديث في
لا يوجد تعلقيات
تدقيق علمي: د. أسامة أبو نار
كتابة: أنسام غزاوي
تدقيق لغوي: أفنان النجار
تنسيق: د. أسامة أبو نار

هل السجائر الإلكترونية آمنة؟ وما هي قصة الدراسة الجديدة التي تم نشرها بكثافة في وسائل الإعلام العالمية والعربية والتي أظهرت وجود علاقة واضحة بين استخدام السجائر الإلكترونية، والنوبات القلبية وأمراض الشريان التاجي والاكتئاب!

يوم 7/3/2019 قامت الكلية الأمريكية لأمراض القلب بنشر مقال على موقعها على الإنترنت تناقش فيه أحد الأبحاث التي سيتم عرضها في مؤتمرها السنوي الذي سيقام في منتصف شهر 3. وفي هذا المقال تم إجراء مقابلة مع الطبيب الذي سيقوم بعرض هذا البحث اليوم الأخير في المؤتمر 18/3/2019.

لذلك فإنه إلى هذه اللحظة لا يوجد بحث تم نشره في المجلات العلمية المحكمة إنما هو عبارة عن لقاء صحفي مع الطبيب الذي سيقوم بعرض ملخص مختصر لهذا البحث في المؤتمر.

بسبب عدم وجود النص الكامل لهذا البحث حتى الآن لا يمكننا الحكم على مدى دقة المعلومات والطريقة التفصيلية التي تم من خلالها جمع البيانات وتحليلها.

بناءً على البيانات القليلة التي تم عرضها فإن هذا البحث لا يرقى لإثبات علاقة سببية بين السجائر الإلكترونية وأمراض القلب والشرايين ولكنه يُمثل دليل أولي لا يمكن الاستهانة به (خصوصا أن عدد العينة كبير) بل يجب إجراء أبحاث أكثر دقة لتأكيد هذه النتائج.

في ما يلي ترجمة لمقال الكلية الأمريكية للقلب والذي تم نشره يوم 7/3/2019:

قد لا يكون القلق من الطبيعة الإدمانية للسجائر الإلكترونية (والتي يستخدمها شخص واحد من بين كل 20 شخص أمريكي اليوم) هو الخطر الوحيد الذي يدور حول آثارها على الصحة العامة لدى مستخدميها، فوفقاً للبيانات التي سيتم عرضها في الدورة العلمية السنوية الـ68 للجمعية الأمريكية لأمراض القلب، أظهر بحثاً جديداً أن البالغين الذين صرّحوا باستخدام  السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الشريان التاجي والاكتئاب، مقارنة مع أولئك الذين لا يستخدمونها ولا يستخدمون منتجات التبغ أيضاً.

قال "موهيندر فينديال"، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة كانساس ويتشيتا والمؤلف الرئيسي للدراسة أنه حتى الآن، لم يُعرف الكثير عن الآثار القلبية الوعائية المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية. وأن هذه البيانات هي دعوة حقيقية للاستيقاظ والانتباه  ويجب أن تدفعنا إلى المزيد من العمل والتوعية حول مخاطر السجائر الإلكترونية.

إن السجائر الإلكترونية التي تسمى أحيانًا:

  1. E-cigs – السيجارة الإلكترونية
  2. Vapes - مبخرة
  3. E-hookahs – الشيشة أو الأرجيلة الإلكترونية
  4. Vape pens -  مبخرة على شكل قلم
  5. Electronic nicotine delivery systems - أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية

هي عبارة عن أجهزة محمولة تعمل بالبطارية تحاكي تجربة تدخين السيجارة. وهي تعمل عن طريق تسخين السائل الإلكتروني، الذي قد يحتوي على مزيج من النيكوتين وحاملات المذيبات الكيميائية (الجليسيرول، البروبيلين و/أو جلايكول الإثيلين)، مع أي عدد من النكهات والمواد الكيميائية الأخرى، إلى درجة حرارة عالية بما يكفي لصنع رذاذ  أو بخار، ليتم استنشاقه وإخراجه (مثل تدخين السيجارة العادية). وفقاً للدكتور فينديال يوجد الآن أكثر من 460 علامة تجارية للسجائر الإلكترونية وأكثر من 7700 نكهة.

صرّح الباحثون أن السجائر الإلكترونية بدأت تكتسب شعبيتها منذ أن تم طرحها في الأسواق  في عام 2007، مع زيادة في نسبة المبيعات بنحو 14 ضعفاً في العقد الماضي. لكن هناك خلاف شديد بين وصفها كبديل أكثر أماناً لتدخين التبغ، في حين أن آخرين يَدُقون ناقوس الخطر ويُنبهون من خطر تزايد استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين والشباب.

وقد أظهرت هذه الدراسة أنه و بالمقارنة مع غير المستخدمين، فإن مستخدمي السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة بنسبة 56 % للإصابة بالنوبات القلبية و 30 % بالسكتة الدماغية. كما كانت أمراض الشريان التاجي 10% ومشاكل الدورة الدموية 44%، بما في ذلك الجلطات الدموية، أعلى بكثير بين المسخدمين. وقد أظهرت هذه المجموعة أيضاً احتمالاً مضاعفاً للمعاناة من الاكتئاب والقلق والمشاكل العاطفية الأخرى.

معظم  (وليس كل) هذه المقارنات أعطت نتائج مماثلة بعد تحييد عوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى المعروفة، مثل السن والجنس ومؤشر كتلة الجسم وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والتدخين. بعد تعديل هذه المتغيرات، بدا أن مستخدمي السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بنسبة 34 % للإصابة بالنوبات القلبية، و 25% للإصابة بأمراض الشريان التاجي، و 55% أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب أو القلق. لم تعد السكتة الدماغية وضغط الدم العالي ومشاكل الدورة الدموية مختلفة إحصائياً بين المجموعتين.

  • يتم تحييد العوامل الأخرى التي قد تؤثر على النتيجة عن طريق معادلات إحصائية متقدمة مما يزيد من دقة النتائج ويجعلها أكثر واقعية.

ويتابع الدكتور فينديال فيقول "عندما نعلم  أن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يزداد بنسبة تصل إلى 55% بين مستخدمي السجائر الإلكترونية مقارنةً بغير المدخنين، فإنني لن أرغب  بأن يقوم أياً من مرضاي أو أفراد أسرتي باستخدامها. عندما بحثنا بعمق أكثر وجدنا أنه بغض النظر عن عدد مرات استخدام الشخص للسجائر الإلكترونية، يومياً أو حتى في بعض الأيام، فإنه لا يزال أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية أو مرض الشريان التاجي.

وقد اشتملت الدراسة، والتي تعد واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت حتى الآن على العلاقة بين استخدام السجائر الإلكترونية والآثار القلبية الوعائية والآثار الصحية الأخرى، وأول دراسة بنت روابط بينهم، على بيانات من إجمالي 96،467 مشاركاً في المسح الوطني للمقابلات الصحية لكل من السنوات 2014، 2016 و 2017. (لم يتضمن مسح  سنة 2015 أي أسئلة متعلقة بالسجائر الإلكترونية). أثناء تحليلهم، نظر الباحثون في كل من معدلات ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي ومرض السكري والاكتئاب/القلق، بين أولئك الذين أفادوا باستخدامهم للسجائر الإلكترونية (سواء خلال  بضعة أيام متفرقة أو بشكل يومي) وغير المدخنين. أولئك الذين أبلغوا عن استخدام السجائر الإلكترونية كانوا أصغر سناً من غير المستخدمين (33 سنة من العمر في المتوسط مقارنة ب 40.4 سنة لغير المدخنين).

قارن الباحثون أيضاً البيانات الخاصة بمدخني التبغ وبيانات غير المدخنين. وكان المدخنون التقليديون لدخان التبغ لديهم احتمالات عالية بشكل لافت للنظر لوجود نوبات قلبية 165% ومرض الشريان التاجي 94% والسكتة الدماغية 78% مقارنة مع غير المدخنين. كما أنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، السكري، مشاكل الدورة الدموية، الاكتئاب أو القلق.

وقد نظر الباحثون أيضاً في النتائج الصحية من خلال عدد المرات التي صرّح فيها المشاركون عن استخدام السجائر الإلكترونية، إما "يومياً" أو "في بعض الأيام". وعند مقارنته بغير المستخدمين، كان لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية بشكل يومي احتمالات أعلى للإصابة بالنوبات القلبية، أمراض الشرايين، والاكتئاب / القلق ، في حين أن المستخدمين في "بعض الأيام" كانوا أكثر عرضة للنوبات القلبية ويعانون من الاكتئاب / القلق ، مع وجود ميل بسيط فقط باتجاه مرض الشريان التاجي. وقال الباحثون أن هذا قد يرجع إلى الأثر السمي المنخفض لاستخدام السجائر الإلكترونية، والتخلص المبكر للآثار السامة بعد استخدامها، أو أنه لم يتم دراستها لفترة طويلة بما يكفي لإظهار تلف دائم لحدوث أمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد قال فينديال: "إن تدخين السجائر التقليدية يحمل احتمالية أكبر بكثير للإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بالسجائر الإلكترونية، لكن هذا لا يعني أن السجائر الإلكترونية آمنة"، مضيفاً أن بعض السجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين وتطلق مركبات سامة مشابهة جداً لتدخين التبغ. ومن المعروف أن النيكوتين يعمل على تسريع معدل ضربات القلب ورفع ضغط الدم.

ولكن هناك بعض نقاط ضعف في هذه الدراسة، فمثلاً تصميم هذا الدراسة لم يسمح للباحثين بإيجاد علاقة سببية بين السجائر الإلكترونية والأمراض المذكورة إنما اقتصر على وجود علاقة بينهم ولكن من الواضح في الدراسة كما يقول الدكتور فينديال أن هناك علاقة بين أي نوع من التدخين والأمراض المذكورة. وأضاف أن جمع البيانات كان عبارة عن مجرد سؤال للمشاركين في البحث وهذا يقلل من دقة البيانات المذكورة. ولم يستطع الباحثون أيضاً تحديد وقت الإصابة بأمراض القلب وما إذا كانت قبل أم بعد استخدام هذه السجائر. لذلك يدعون إلى إجراء أبحاث أقوى وأكثر دقة للتأكد من صحة البيانات المذكورة في هذا البحث.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

crossmenu