الأخبار الصحية المنتشرة في وسائل الإعلام

آخر تحديث في
لا يوجد تعلقيات
كتابة: د. أسامة أبو نار
تنسيق: د. عبد العزيز البياري

كيف تقرأ الأخبار الصحية وتفهمها بشكل صحيح؟!

متابعة الأخبار الصحية عبر وسائل الإعلام أمر جيد لأنها تزيد من الثقافة الطبية لدى الشخص، مما يجعله أكثر قدرة على وقاية نفسه من الأمراض واستخدام العلاج بشكل أفضل، ولكن يجب توخي الحذر، ففي كثيرٍ من الأحيان تكون هذه المعلومات غير دقيقة لأن من يقوم بكتابتها ونشرها ليس متخصصاً أو لأن الأولوية هي انتشار الخبر وليس دقة المعلومة.

أخبار صحية

ما هي المعلومات المفقودة في الأخبار الصحية

من أجل الحكم بشكل علمي على الأبحاث أو القصص الطبية يجب توفّر كمية معلومات كافية، لكن الكثير من المعلومات تكون مفقودة عند عرض هذه الأبحاث والقصص عبر وسائل الإعلام، مثل:

1. وجود مقارنة

عدم وجود مقارنة للعلاج الجديد بالعلاجات القديمة الفعالة في نفس الفئة من الناس يُضعف النتائج بشكل كبير وهناك مقولة علمية تقول (No control, No sense) أي أن نتائج البحث الذي لا يحتوي مجموعة للمقارنة لا معنى لها.

المقارنة بين الأبحاث

2. الأعراض الجانبية

من أجل أن تصبح القصة مشوقة وتجذب القراء يتغاضى بعض الكُتّاب عن الأعراض الجانبية للعلاج في حين أن هذه الأعراض الجانبية قد تكون أكبر بكثير من التأثير العلاجي، مما يمنع استخدامه للإنسان.

أدوية

3. الفرق الإحصائي والفرق الحقيقي

بسبب عدم تخصص الكثير من معدّي المحتوى الصحي في وسائل الإعلام قد يُخطئ بعضهم في ترجمة الإحصائيات المعقدة المذكورة في البحث، فوجود تأثير للعلاج على مستوى الأرقام لا يعني بالضرورة وجود تأثير حقيقي في حالة المريض، فمثلاً لو أن علاجاً جديداً يُقلل ضغط الدم ب3 درجات مقارنةً بالأشخاص اللذين لا يتناولون العلاج ولكنه يُسبب بعض الأعراض الجانبية، لا أحد يستطيع إنكار وجود تأثير إحصائي لهذا الدواء ولكن من العبث استخدام هذا العلاج لأن الأضرار أكبر بكثير من الفوائد ولأنه توجد علاجات أفضل يمكن استخدامها.

احصاء

4. الإنسان أم الحيوان:

استجابة جسم الإنسان للعلاج تختلف عن الحيوان وهناك الكثير من العلاجات التي نجحت في الحيوان ولم تنجح في الإنسان و سببت أعراضاً جانبية شديدة منعتنا من استخدامها.

الأخبار الصحية المنتشرة في وسائل الإعلام 1

أمثلة حقيقية على أخبار صحية مضللة

1. انتشار إنفلونزا الطيور في الأردن

الخبر:

انتشر خبر في الأردن شتاء 2017/2018 عن ظهور حالات مصابة بفيروس إنفلونزا الطيور في مدينة معان وحدوث وفيّات بسببه، وأن هذا الفيروس خطير جداً وقد يؤدي إلى حدوث وباء.

التصحيح

خلط الخبر بين إنفلونزا الطيور والإنفلونزا الموسمية إذ أن الحالات كانت مصابة بالإنفلونزا الموسمية التي قد تؤدي إلى الوفاة في حالات خاصة تكون أكثر عرضة للمضاعفات وليس لديها القدرة على مقاومة المرض.

المصدر: وزارة الصحة الأردنية

2. الشاي الساخن يسبب سرطان المريء.

الخبر:

تحذير طبي صادم: الشاي الساخن جداً يُهدد بسرطان المريء

التصحيح

الشاي الساخن جداً مع شرب الكحول أو التدخين مرتبط بسرطان المريء وليس الشاي الساخن لوحده.

في البحث الأصلي ذكر الباحثون أنه تم سؤال المشاركين في البحث لمرة واحدة عن شرب الشاي والتدخين وشرب الكحول ولم تتم متابعتهم بشكل منتظم طول فترة البحث.

المصدر: annals.org

3. السبب الرئيسي للسرطان هو نقص فيتامين ب17.

الخبر:

اكتشف بعض العلماء أن سبب السرطان هو نقص فيتامين ب17 وأن تناول كمية كافية منه تشفي من السرطان

التصحيح

هذا الفيتامين يتواجد في بعض النباتات، بعض الأبحاث في المختبر وعلى الحيوانات أثبتت أن له أثر على خلايا السرطان، الأبحاث على الإنسان لم تنجح في إثبات فعاليته في محاربة السرطان، كما أن له آثاراً جانبية شديدة مثل إحداث تلف في الأعصاب وتدمير الكبد بسبب احتوائه على مادة السيانيد السامة وقد تم منعه من أمريكا بطلب من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية.

المصدر: المعهد الأمريكي الوطني للسرطان

4. سرطان المعدة والأدوية المضادة للحموضة PPIs

الخبر:

دواء لعلاج حموضة المعدة يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة.

التصحيح

هذا الخبر مبني على بحث ضعيف والجمعية الأمريكية للجهاز الهضمي نفت هذا الخبر على موقعها الرسمي.

المصدر: الجمعية الأمريكية للجهاز الهضمي

إذاً يجب ألا تستعجل بنشر الأخبار الصحية، خصوصاً أنها ستؤثر على صحة أصدقائك وأحبائك من حولك، ودائماً احرص قبل أن تنشر أي خبر طبي أو تصدقه، أن تقوم بطرح الأسئلة الأتية...

9 أسئلة للتأكد من صحة ودقة الأخبار الطبية

  1. هل تمت تجربة هذا المنتج على الإنسان؟
    لأن التجارب على الخلايا أو الحيوانات في المختبر لا تعطي بالضرورة نفس النتائج على الإنسان.
  2. هل هناك بديل سابق لهذا المنتج؟
    لكي تتمكن من مقارنة المفعول والأعراض الجانبية.
  3. هل تمت الدراسة على عددٍ كافٍ من الناس؟
    لنصبح قادرين على تعميم هذه النتائج على الكل، لأن الأبحاث التي تتم على عدد قليل من الناس تكون نتائجها غير دقيقة.
  4. هل يُوفر المنتج استفادة حقيقية؟
    أم أن الاستفادة قليلة جداً ولا تكاد تُذكر؟
  5. هل تم أخذ العوامل الأخرى التي من الممكن أن تؤثر على النتائج بعين الاعتبار؟
    مثل العمر أو شدة المرض، فهناك علاجات مفيدة في بداية المرض ولا تحدث أي تأثير في الحالات المتقدمة.
  6. هل الأشخاص الذين تمت دراستهم في البحث لديهم نفس خصائصك من عمر أو أمراض أخرى او أسلوب حياة؟
    ذلك يعني أنه قد يكون مفيد لك.
  7. هل مدة البحث طويلة بما فيه الكفاية؟
    للتأكد من التأثير بعيد الأمد لهذا المنتج، فهناك بعض المنتجات تحتاج وقت أطول من غيرها لإحداث تأثير.
  8. هل توجد أبحاث أخرى تدعم نتائج هذا البحث؟
    لا يمكن الاعتماد على بحث واحد لإثبات أو نفي فعالية أي منتج.
  9. من هو ممول هذا البحث؟
    إذا كان ممولا من شركة أدوية أو مصنع لمنتجات طبيعية يجب الحذر عند التعامل مع نتائجه.

الأن أصبح بإمكانك أن تُميز الأخبار الصحيحة من الخاطئة واتخاذ قرارات صائبة خلال قراءتك للأخبار الطبية على الإنترنت.

شارك هذا المقال مع أصحابك وأصدقائك وأقرابك !

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

crossmenu