ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال

آخر تحديث في
لا يوجد تعلقيات
تدقيق علمي: د. منار الشوابكة
أخصائية أطفال
كتابة: د. أسامة أبو نار
تدقيق لغوي: ولاء مومني
تنسيق: شيماء عجارمة

الاسمُ الإنجليزيّ: Fever

علينا أن نتّفقَ في البدايةِ أنَّ ارتفاعَ درجةِ الحرارةِ ما هو إلّا دليلٌ على وجودِ مُشكلةٍ داخلَ الجسم، ولا يصحُّ استخدامُ المضادّاتِ الحيويّةِ وخافضاتِ الحرارة دون تشخيص. تكمُن أهمّيةُ هذا المقال في إعطاء الأمّ المعلوماتِ الموثوقة ِوالكافية ِلتحديدِ إذا ما كان هناك ارتفاعٌ في درجة الحرارة أم لا، و أن تكونَ قادرةً على التعامل مع الحرارةِ في البيت في الأيّام القليلة بعد التشخيص وقبل تعافي الطفل بالكامل. واحذر من الخوف المفرط من ارتفاع الحرارة بإمكانك التعرف أكثر على هذه الظاهر في مقال خوف الأهل من ارتفاع درجة الحرارة.

درجةُ الحرارةِ الطبيعيّة:

تختلفُ درجةُ الحرارةِ الطبيعيّة عند الأطفال بشكلٍ عام، وتعتمد أيضاً على طريقة قياسها ولكن يمكن تعريف ارتفاع درجة الحرارة على أنّها درجة الحرارة الأعلى من 38 سيليسيوس.

طريقةُ قياسِ درجةِ الحرارة:

تحديدُ ارتفاعِ أو انخفاضِ الحرارةِ عن طريق لمس جسد الطفل غيرُ دقيق، ولا يمكن الاعتمادُ عليه اثناءَ التّشخيص أو العلاج أو المتابعة، والتي لا تعكسُ بالضرورة درجةَ الحرارةِ الحقيقيّة للجسم، لذلك يجب تعلّم الطريقة الصحيحة لاستخدام ميزان الحرارة.

قياسُ درجةِ الحرارةِ من الإبط، الأُذن والجبهة يتمّ بسرعة وسهولة ولكنّه أقلُ دقّة، وقد نضطرُّ إلى التأكُّدِ من خلال قياسها عن طريق الفم أو الشّرج. مع العلم أنَّ الطريقةَ الأكثرُ دقّةً هي الشرج.

ميزانُ الحرارةِ الزئبقيّ أم الإلكترونيّ؟

ميزانُ الحرارةِ الإلكترونيّ أكثرُ دقّةً وسهولةً ومتوفّرٌ بأسعارٍ مقبولة، في مقابل الجهاز الزئبقيّ الذي يُعدُّ استخدامُهُ أصعب. والّذي يحملُ خطرَ التّسمُّمِ بالزِّئبقِ في حالةِ كسره.

الشّرج

الطريقةُ الأدقّ والتي تُعتبر المرجعُ في حال عدم تطابق الأعراض من درجة الحرارة التي تمّ قياسُها بالطّرق الأخرى.قياس درجة الحرارة عن طريق فتحة الشرج ويوضع بطن الطفل فوق أقدام الأمّ كما في الصورة:

  1. يوضع القليل من المرطّب (فازلين) على طرف الميزان ويتم إدخال الطرف الفضي من الميزان في فتحة الشرج كما في الصورة (1 سم تقريباً)
  1. المدة المناسبة التي يحتاجها الميزان الزئبقي هي دقيقتان أما الإلكتروني فدقيقة واحدة

 

الفم

  1. لا تقم بقياس الحرارة من الفم إذا كان الطفل قد تناول طعام أو شراب ساخن أو بارد خلال النصف ساعة الماضية
  2. يتم إضافة نصف درجة إذا تم القياس بهذه الطريقة لأنها تكون أقل من الشرج الذي يعتبر المرجع الأساسي
  3. تأكد من وضع الميزان أسفل لسان الطفل بشكل صحيح واطلب منه إمساكه بشفتيه
  4. المدة المناسبة التي يحتاجها الميزان الزئبقي 3 دقائق أما الإلكتروني فدقيقة واحدة

 

الإبط

  1. ضع الميزان تحت الإبط بحيث يكون ملاصق للإبط وجدار الصدر في نفس الوقت
  2. تعتبر أقل من حرارة الشرج ولكن لا يوجد رقم دقيق يمكن إضافته حتى يتم معادلتها مع حرارة الشرج
  3. تحتاج هذه الطريقة إلى 4 أو 5 دقائق للحصول على نتيجة

 

الأذنقياس درجة الحرارة عن طريق الأذن

  1. قياس الحرارة من الأذن يُعتبر أقل دقة من قياسها عبر الشرج أو الفم
  2. إذا كان الطفل في أجواء باردة في الخارج، انتظر لمدة 15 دقيقة قبل قياس حرارته عبر الأذن
  3. التهابات الأذن ووجود أنبوب داخل الطبلة لا تؤثر على دقة النتيجة
  4. للحصول على نتيجة أدق؛ قم بسحب الجزء الخارجي من الأذن للخلف كما في الصورة:
  5. تحتاج هذه الطريقة إلى ثانيتين فقط

 

طرق أخرى

يمكن قياس درجة الحرارة عن طريق أجهزه تعتمد على لمس الجلد مثل الجبهة، أو أجهزه عن بعد تعمل بالأشعة تحت الحمراء، هذه الطرق أقل دقة من الشرج أو الفم، ولكن يمكن استخدامها في الأطفال أكبر من 4 سنوات للتعرف على درجة الحرارة بشكل أوّلي.

ما معنى كلمة (حرارة داخلية)؟

تستخدم الأمهات هذا المصطلح بكثرة مع عدم وجود أساس أو مرادف طبي له. ويكون في العادة عند وجود رجفة وعدم إحساس الأم بوجود حرارة عند لمس الطفل، مع أنها مرتفعة عند استخدام ميزان الحرارة، فتبرر ذلك بأن ابنها لديه (حرارة داخلية)، ويخلتف أطباء الأطفال حول إذا ما كان استخدام هذا المصطلح مفيد ويزيد من وعي الأهل، أم أنه مضلّل. ولكن على كل حال دعونا نتعرف على أصل هذا المصطلح من الناحية العلمية.

الحقيقة تكمن في آلية حدوث الحرارة، حيث يعتبر الجسم أن درجة الحرارة الطبيعية 37 تقريباً، ويقوم باكتساب وفقد الحرارة على هذا الأساس، لكن عند حدوث عدوى مثلاً فإن الجسم يفرز مواد تقوم بتغيير درجة الحرارة المتفق عليها إلى درجة أعلى، فيعتبر الجسم أن درجة 37 قليلة فيحاول رفع درجة الحرارة بعدة طرق منها:

  1. تقليل فقد الجسم للحرارة عن طريق تقليل الدم الواصل إلى الجلد مما يؤدي إلى انخفاض حرارته
  2. إحداث انقباضات في العضلات لإنتاج حرارة أكثر والذي يظهر على شكل رجفة

فعند قياس درجة حرارة الطفل باستخدام الميزان أثناء الرجفة، وبرودة الجلد قد تكون طبيعية ولم ترتفع بعد، ولكن ذلك لا يدوم طويلاً وسرعان ما يستطيع ميزان الحرارة تحديد درجة الحرارة بشكل دقيق، في حين أن تحديدها بلمس الجلد لا يكون بهذه الدقة.

لذلك يجب التأكيد على استخدام ميزان الحرارة بشكل صحيح وعدم الاعتماد على التقدير عن طريق اللمس، والاكتفاء بوجود حرارة على الميزان أو عدم وجودها حتى تتمكن الأم من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.

 

هل يجب خفض درجة حرارة الطفل أثناء المرض؟ ومتى يجب زيارة الطبيب؟

ارتفاع درجة حرارة الطفل له إيجابيات وسلبيات؛ فدرجة الحرارة العالية تساعد الجسم في مقاومة الميكروبات ولكن في بعض الأحيان قد تسبب عدم ارتياح للطفل.

من المهم معرفة متى يجب الذهاب إلى الطبيب، علاج الحرارة في البيت أو الاكتفاء بمراقبة الحرارة دون علاج.

لا يوجد حاجة للخافض إذا كانت درجة الحرارة الشرجية أقل من 39 في الأطفال أكبر من 3 شهور إذا كانو لا يعانون من أمراض مزمنة ولا يوجد لديهم انزعاج أو أعراض شديدة، ولكن يجب مراقبتهم عن طريق قياس درجة الحرارة بشكل دوري.

في ما يلي بعض الحالات التي تحتاج إلى تقييم الطبيب:

  1. الأطفال أقل من 3 شهور:
    *درجة حرارتهم عن طريق الشرج 38 أو أكثر وبغض النظر عن وجود أعراض أخرى أم لا، يجب أن لا يُعطوا خافض للحرارة بل عليهم زيارة الطبيب للتأكد من سبب الحرارة
  2. الأطفال من 3 شهور إلى 3 سنوات:
    * درجة حرارتهم عن طريق الشرج 39 أو أكثر
    * درجة حرارتهم عن طريق الشرج 38 أو أكثر لمدة أكثر من 3 أيام ويبدو مريضاً (البكاء، عدم تقبل الرضاعة أو الأكل، ...)
  3. جميع الأعمار:
    *درجة الحرارة بأي طريقة 40 أو أكثر، أو عن طريق الإبط 39.5 أو أكثر

*وجود تشنجات حرارية (التشنجات الحرارية تعني التشنجات في الأطفال من 6 شهور إلى 6 سنوات مع درجة حرارة أكثر من 38).

* تكرار درجة الحرارة لمدة 7 أيام حتى وإن استمرت كل يوم بضع ساعات فقط.

* حرارة مع أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، السرطان أو فقر الدم المنجلي.

* حرارة مع طفح جلدي جديد.

هل تحدّد درجة الحرارة وحدها مدى خطروة الحالة؟

لا، عادةً ما يصاحب ارتفاع درجة الحرارة أعراضاً أخرى مثل التعب الشديد أو الجفاف وتستلزم زيارة الطبيب والمراقبة الحثيثة للطفل مع أنَّ حرارته ليست مرتفعة بشكل كبير. وفي ما يلي الأعراض التي تتطلب الذهاب إلى الطبيب.

الذهاب فوراً إلى الطبيب في حال:

  1. عدم الاستجابة للنداء وصعوبة الاستيقاظ
  2. صعوبة التنفس
  3. تحول الشفاه أو اللسان أو الأظفر إلى اللون الأزرق
  4. عدم القدرة على الاستلقاء وتفضيل الجلوس ودفع الصدر إلى الأمام
  5. سيلان اللعاب من الفم وعدم القدرة على بلعه
  6. الأطفال أقل من سنة لديهم فتحة أعلى الرأس (الدافوغ او النافوغ)، اذا أصبحت منتفخة أو مجوفة أكثر من العادة
  7. صعوبة تحريك الرقبة ووجود ألم عند محاولة تحريكها
  8. صداع شديد
  9. ألم شديد في البطن
  10. ظهور حبوب أو طفح جلدي جديد لم يكن موجوداً من قبل
  11. الامتناع عن الأكل والشرب
  12. عدم التوقف عن البكاء مع عدم وجود سبب واضح
  13. إذا كان متوتر أو منزعج بشكل كبير

 

الذّهاب إلى العيادة:

  1. وجود إسهال لأكثر من يوميْن، والحالة تسوء مع الوقت
  2. الاستفراغ أكثر من مرّة في اليوم
  3. ظهور علامات الجفاف مثل (قلّة التبوّل، عدم وجود دُموع عند البكاء، التعب الشديد)
  4. لديه أعراض واضحة مثل الكُحّة، العطس أو ألم الأذن
  5. ألم أثناء التبوّل

ما هي الطريقة الأفضل للتعامل مع ارتفاعِ حرارةِ الطفل في المنزل؟

خافضاتُ الحرارة

تساعدُ خافضاتُ الحرارة على تقليل انزعاجِ الطفل وخفض الحرارة من درجة إلى درجة ونصف، ويتمّ حسابُ الجرعة من قِبل الطبيب حسب الوزن وليس العمر.

يجب الحذر عند استخدامها مع أدوية الرشح لأن بعضها يحتوي على خافضات أيضاً مما قد يؤدي إلى أخذ جرعة أكبر من اللازم.

  1. ال(acetaminophen OR paracetamol):

خافضُ الحرارة الأشهر ولهُ عدّة أسماء مثل: (ريفانين، أدول، بانادول، باندا أو دولوسيت). يمكن استخدامُه في الأطفال أكبرَ من 3 شهور ويعدّ من الأدوية الآمنة.

يمكن استخدامُهُ حسبَ الحاجةِ كلّ 4 إلى 6 ساعات، ويجب أن لا يزيد الاستخدام عن 5 مرّات فقط خلال 24 ساعة.

لا يجوز استخدامُه في الأطفال أقل من 3 شهور إلّا بمشورة الطبيب.

  1. ال(ibuprofen):

الأسماءُ التجاريّة المشهورة (پروفن، ايبوجيسيك) يمكن استخدامه كلّ 6 ساعات في الأطفال أكبر من 6 شهور فقط.

  1. استخدامُ أوّلَ نوعيْن في نفس الوقت أو بشكلٍ مُتناوب:

يُوجد الكثيرُ من الأبحاثِ والآراء حولَ قُدرةِ استخدام الأهل لهذه الطريقة بشكل آمن في البيت، والتي تعدُّ أكثر فعاليّة من استخدام دواء واحد؛ لذلك لا يجب استخدامُها إلّا في حالات خاصّة وبعد استشارة الطبيب.

  1. الإسبيرين:

ممنوعٌ في الأطفال أقلَّ من 18 سنة؛ لخطرِ حدوث مضاعفات نادرة ولكنّها خطيرة ومُهدّدة للحياة.

شُربُ السوائل

ارتفاعُ الحرارةِ يزيدُ من خطرِ حدوثِ جفافٍ في الأطفال، خصوصاً إذا رفضَ الطفلُ الأكلَ والشُّربَ بسبب المرض؛ لذلك شربُ السّوائلِ مهمٌّ في الوقايةِ من الجفافِ. وفي حالِ امتناع الطفل عن شُرب أيِّ سوائلَ يجبُ طلبُ المساعدةِ الطبيّة في أقربِ وقت.

الرّاحة

ارتفاعُ درجةِ الحرارة يجعلُ الطفلَ مُرهقاً، لذلك على الأهل تشجيعُ أطفالهم على الراحةِ قدرَ الإمكان؛ حتّى يستطيعَ الجسمُ التّعافيَ بشكلٍ أفضل.

كمّادات ومغاطس المياه

مسحُ جسم الطّفل بالماء متوسّط الحرارة (30 درجة تقريباً)؛يساعدُ في فقدانِ الحرارةِ بشكلٍ سريع ولكن لمدة قصيرة. لذلك لا يُفضَّل استخدامُهُ بشكل روتينيّ إلّا إذا كان هناك حاجة لخفض الحرارة بشكلٍ سريع أو أنَّ الاستجابة للخافض قليلة.

مسحُ كاملِ الجسم بالماء عن طريق اسفنجة مبلّلة أفضل من مغطس الماء؛ لأنَّ تبخّر الماء حاملاً معه الحرارة يزيد من فقدها وأحيانا يكون المغطس غير مريح للأطفال.

استخدامُ ماءٍ درجةُ حرارتِهِ أقلُّ من 30 درجة يؤدّي إلى فقدِ الحرارةِ بشكلٍ أسرع، ولكنَّه قد يكون مزعجاً للطفل.

يجبُ تجنّبُ استخدامِ الكحول (السبيرتو) مع الماء؛ لأنه قد يؤدّي إلى تسمّم الطفل.

أسئلة شائعة عن ارتفاع الحرارة عند الأطفال

 
هل يؤدي ظهور الأسنان (التسنين) إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل؟  

لا يوجد دليل علمي قوي يؤكد هذا الاعتقاد الشائع بين الناس، لكن لا يمكن نفيه بشكل قاطع، مع التأكيد على أنّ درجة الحرارة أكثر من 38  لا يمكن تبريرها بظهور أسنان جديدة ويجب البحث عن سبب آخر.

هل يؤدي ارتداء الطفل لملابس كثيرة إلى ارتفاع درجة حرارته؟

تغطية الأطفال أقل من 3 شهور بالكثير من الملابس قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته بشكل بسيط، لكن درجة الحرارة 38.5 أو أكثر لا يجب تبريرها بهذا السبب ويجب البحث عن سبب آخر لها.

هل تؤدي التطعيمات الروتينية إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل؟

نعم وتعتبر من أشهر أسباب ارتفاع درجة حرارة الأطفال من 3 شهور إلى 3 سنوات (بعد استثناء العدوى) ويعتمد على نوع التطعيم وقد يصاحبها طفح جلدي في بعض الأنواع.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

crossmenu